أكد عدد من أعضاء فريق العمل المشارك في العرض الفني العالمي "ألف ليلة وليلة.. الفصل الأخير" الذي اختتم عرضه مساء أمس الأول (السبت) على مسرح المجاز، أن أضخم عرض خيالي في تاريخ الأدب الإنساني ضم مزيجاً من الفنون السمعية والبصرية والمؤثرات الإبداعية والألعاب البهلوانية وقدمت للجمهور عملاً لم يتخيله من قبل، يشكل محصلة عام كامل من التدريبات المستمرة، وجهود 537 خبيراً ومختصاً وفناناً عالمياً من 25 جنسية، ليدشن الاحتفالات الرسمية بانطلاق فعاليات الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019.

 

ريتشارد ليندساي: عمل يلهمنا على الخيال

وقال ريتشارد ليندساي، مدير المحتوى الإبداعي: "ترجع فرادة عرض (ألف ليلة وليلة: الفصل الأخير) لاستناد قصته إلى واحدة من روائع الأدب الإنساني المعروفة على مستوى العالم، وركز هذا العمل على قصة الفصل الأخير التي لم تحكى بعد، ويعتبر بمثابة تكريم لإرث شخصية شهرزاد، وعكس قوة السرد القصصي، وألهمنا على مواصلة تحريك مخيلتنا".

وأضاف: "وفر لنا سرد هذا العمل حرية فنية كبيرة، حيث استطعنا استخلاص كنوز العصور البصرية، ودمجها بالتعبير الحيوي المعاصر، دون التقيّد بأي مصادر مسبقة في إخراج التصميم. ونجحنا في إحياء فن المسرح من خلال عرض الصور والتفاصيل عن طريق الإسقاط المرئي، الذي يقدم سرداً حيوياً طوال العرض، واثبت هذا الجمع بين الجانب البصري والجمالي للجمهور أن كل شيء ممكن، ما جعل العمل ملحمة فنية لم يتخيلها أحد من قبل!".

 

وأشار ليندساي الذي يمتلك خبرة 20 عاماً في سرد القصص من خلال تصاميم قادته للعمل على مشاريع كبرى من أبرزها دورة الألعاب الأوروبية الأولى في باكو بأذربيجان عام 2015، وإكسبو شنغهاي 2010، إلى أن فريق العمل حرص على دمج العالمين الحقيقي والخيالي في عالم واحد، أي أن يكون إخراج الصورة محركاً رئيسياً لتصميم الرقصات وفنون الأداء المصاحبة، أو امتداداً لها، ما سمح للعرض بالتنقل بسلاسة بين العالمين، ليكون بحق أضخم إنتاج عربي عبر تاريخ العروض الفنية المسرحية".

 

جانفييف دوريون-كوبال: عمل يجمع بين 13 فناً

من ناحيتها عبّرت جانفييف دوريون-كوبال، مصممة الرقصات العالمية، عن سعادتها بالمشاركة في "ألف ليلة وليلة: الفصل الأخير" أوقالت: "مع 13 نوعاً مختلفاً من الفنون، والألحان الموسيقية الشرقية العذبة، ينبغي للعمل أن يشمل الكثير من العروض المعاصرة المستوحاة من فنون الرقص القديمة الساحرة، وأن يجسد حركات سيدات وسادة القصر الذي تعيش فيه بطلة هذه الملحمة الفنية الضخمة، وإيماءات الأمراء، ورقّة شهرزاد، فلكل واحدٌ منهم عالمه الخاص، ولغته الراقصة، التي حرصنا على العناية بها جيداً، كي تجذب الجمهور إلى متابعتها حتى النهاية".

 

جيمس لافوا: احترمنا الصور التقليدية لزمان شهرزاد

دوريون-كوبال التي عملت سابقاً مع أسماء كبيرة في الفن والموسيقى مثل سيلين ديون، وغريغوري تشارلز، ولوك بلامدونون، تعاونت مع جيمس لافوا، مصمم أزياء، لاختيار أفضل الملابس الملائمة للمؤدين والممثلين المشاركين في العمل، وعن ذلك قال لافوا: "المبدأ الرئيسي الذي اتبعناه في تصميم أزياء عرض "ألف ليلة وليلة: الفصل الأخير" هو احترام الصور التقليدية للحكايات والشخصيات، بمعنى المحافظة على روح العصر الذي يتناوله هذا العمل، إلى جانب رغبتنا بتحويله إلى عرض مسرحي كبير، بالإضافة إلى حاجتنا لتصميم أزياء فريدة وفي الوقت نفسه قادرة على مواكبة العروض الراقصة والألعاب البهلوانية، لذلك اعتمدنا على تصميم أزياء تقليدية ولكن بمنظور حديث، كي تناسب الزمن الذي يعرض فيه هذا الحدث الأضخم من نوعه".

 

ماكسيم لوباج: نغمات وإيقاعات تبقى في الذاكرة

شارك في تقديم هذا العمل الضخم فرقة أوركسترا تضم 51 عازفاً بقيادة المايسترو هاروت فازليان الذين عزفوا أمام الجمهور أثناء العرض، إلى جانب الموسيقى التصويرية المصاحبة، والتي تحمل بصمات ماكسيم لوباج، المؤلف الموسيقي الذي عمل على دمج الموسيقى الكلاسيكية والإلكترونية ليقدم نغمات وإيقاعات تظل في ذاكرة كل من يستمع إليها.

 

لوباج أكد أن هناك عدداً كبيراً من مصادر الإلهام في هذا العمل، أبرزها القصة ذاتها بما تحمله من أحداث وجوانب سحرية، والآلات الموسيقية الشرقية، وكبار الملحنين العالميين مثل المايسترو الروسي ريمسكي كورساكوف، الذين عملوا على الموسيقى التصويرية. وأضاف: "يتمثل الهدف الرئيسي الذي سعيناً إلى تحقيقه في تأليف مقطوعة موسيقية متميزة، قادرة على تحفيز الخيال، وأخذ الجمهور إلى مكان وزمان آخرين في رحلة إلى عوالم "ألف ليلة وليلة".

 

أوليفييه لاندروفيل: مشاهد مذهلة دهشة الجمهور

ضم فريق العمل أيضاً أوليفييه لاندروفيل، مصمم ديكور مسرحي، الذي ألهمه سحر سرديات "ألف ليلة وليلة" في تصميم الجوانب الفنية والتقنية للمسرح (السينوغرافيا)، كما قال: "حاولتُ محاكاة (صندوق الدنيا)، الذي يأخذ المشاهدين إلى عالم آخر، وعندما تبلورت الفكرة في ذهني، قدمتها إلى شركة "آرتستس إن موشن"، ليتمكنوا من تخيّل المحتوى الذي سيساعد في تنفيذ هذه الفكرة المبتكرة على أكمل وجه، وبالفعل كانت النتيجة النهائية لتصميم المشاهد مذهلة".

 

أميلي برونو لونبريه: لكل شخصية روح خاصة بها

مع وجود هذا العدد الضخم من المؤدين والممثلين الذين ظهروا على خشبة المسرح، استعان الفريق بأميلي برونو لونبريه، خبيرة الماكياج، التي تمتلك موهبة استثنائية في اختيار الماكياج المناسب الذي لا يتأثر لا بقوة الضوء ولا بكثرة الحركة، وعن ذلك قالت لونبريه: "استوحيت سحر حكايات ألف ليلة وليلة لإظهار الشخصيات بالشكل الذي يليق بها مع مراعاة الحفاظ على الجانب الإنساني لها، ولتحقيق نتيجة تناسب هذا العرض، حرصت على تصميم ماكياج كل مؤدٍ وممثل بما يلائم الطابع الخاص لكل شخصية ويبرز قوتها، مع المحافظة على روح العمل وتفاصيله كوحدة واحدة".

 

آلان جنكنز: عمل عالمي يليق بالشارقة

أما زميلها آلان جنكنز، مصمم الإكسسوارات فأشار إلى أنه حاول استغلال تصميم إكسسوارات هذا العرض لإبراز الجانب العجائبي والسحري لعالم "ألف ليلة وليلة"، وأضاف: "مسرح المجاز كبير نسبياً، وكان الحضور بعيدين عن خشبة المسرح، وهذا ما دفعني إلى اختيار الأحجام المناسبة للإكسسوارات، وإضافة الإضاءة التي تناسبها، لتمكين الجمهور من رؤيتها بوضوح. وأعتقد أن ما فعله فريق عمل (ألف ليلة وليلة: الفصل الأخير)، يعكس قدرات إمارة الشارقة في تنظيم واستضافة فعاليات على مستوى عالمي لم يتخيّلها أحد من قبل".